بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَاخْتَصَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَأَكْرَمَهُ بِالنُّبُوَّةِ وَرَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ . وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وصحبه أجمعين.
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (سورة الروم أية: 21)
إلى كل الباحثين عن السعادة الزوجية, أهدي إليكم هذه النفحات الطيبة حتى تستقيم الحياة بين الزوجين وتقوم على المودة والرحمة والإحترام المتبادل وحتى لا ينضب بحر الحب والعطاء, فالسعادة لا تقدر بثمن وليست كلمات عابرة بأقلام على ورق وإنما هي حصاد لنبت حسن في بيت طيب قام على أسس قويمة وفطرة سليمة.
ولكم في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فهو أفضل الخلق وأكرمهم عند المولى سبحانه وتعالى كان خير الناس لأهله, قال صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. (رواه الترمذي), وأوصى بحسن المعاشرة وبالنساء خيرا, وضرب لنا أروع الأمثلة في السعادة الزوجية من حياته وعلاقته بزوجاته رضي الله عنهن وأرضاهن إذ إنها كانت تطبيقا عمليا دقيقا لقوله تعالى: " وعاشروهن بالمعروف.., ووضع صلى الله عليه وسلم لنا القواعد والأسس القويمة لبناء الأسرة قي المجتمع المسلم.
هناك العديد من الأقلام والأبحاث العلمية والدراسات الإنسانية الهامة والتي كان لها السبق في الإهتمام بقضايا الأسرة وعلاج المشاكل والخلافات في الحياة الزوجية, ومما يثر الدهشة والعجب في ذلك إذا دققت النظر وبحثت عن غالبية الذين تكلموا وصنفوا كتبا ومؤلفات وقدموا برامج إعلامية ناجحة عن السعادة الزوجية والعلاقات الزوجية الناجحة هم أكثر الناس الذين ذاقوا مرارة المشاكل الزوجية, وقدموا تجاربهم في تخطي محن الفشل في إستمرار العلاقة الزوجية إلى علاقات زوجية ناجحة يغمرها الحب والسعادة.
فينبغي على كل من يبحث عن السعادة الحقيقية والنجاح في الحياة الزوجية من الزوج والزوجة أن يعلم الحقوق الواجبة عليه ويؤديها إبتغاء مرضات الله في بناء أسرة مسلمة تقوم على روح الحب والمودة, فكل منهما له حقوق وعليه واجبات وكلاهما راع في بيته وأسرته في الحياة الدنيا ليصل بهم لبر السلامة والأمان, ومسئول عن رعيته يوم القيامة كما بين ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, ولا تقوم المشاكل إلا بإهتمام كل فرد من الزوجين بحقوقة والإصرار عليها وإهمال واجباته والتغافل عنها.
وقد جاء الإسلام بتقرير هذه الحقوق وإلزام كل من الزوجين بها وحثهما عليها, كما قال تعالى: " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة "، فنصت الآية على أن كل حق لأحد الزوجين يقابله واجب على الآخر يؤديه إليه، وبهذا يحصل التوازن بينهما من كافة النواحي مما يدعم استقرار حياة الأسرة ، واستقامة أمورها، قال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية: أي: لهن من حسن الصحبة والعشرة بالمعروف على أزواجهن مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن أزواجهن "، وقال ابن زيد: تتقون الله فيهن كما عليهن أن يتقين الله عز وجل فيكم، وقال القرطبي: الآية تعم جميع ذلك من حقوق الزوجية.
البائة قبل الزواج
وقبل الإختيار والتخطيط لبداية حياة زوجية ناجحة, يجب التنوية إلى أهمية توافر عنصر الإستطاعة والبائة لدى الشباب المقبل على الزواج والأخذ بالأسباب المادية المشروعة والمعقولة, حتى لا يقع الشاب بعد الزواج في المشاكل والخلافات المتعلقة بالإمكانيات المختلفة كالمادية من مؤن الزواج والصحية والعقلية والقدرة على مواجهه أعباء الزواج وما يترتب عليه من توفير المسكن والملبس وتكاليف المعيشة والأخذ بالأسباب لإستمرار الحياة الزوجية وغيرها من المتطلبات المتنوعة لمفهوم البائة والإستطاعة بالقدر المعقول حسب إمكانية كل فرد
كما بين ذلك الحبيب المصطفى عن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ". (رواه البخاري). ومعنى وجاء أي وقاية من الوقوع في الزنا والمعصية والإنغماس وراء شهوات الفرج, ومن ذلك فإن توافر عنصر الإستطاعة للبائة أولي الخطوات قبل التفكير لبناء الأسرة والإستعداد للزواج ولو بأقل القليل وليس العدم, حتى لا يظلم المرء نفسه بتكليفها فوق طاقتها ويظلم من يعول.
إن موضوع الأخذ بالأسباب والإجتهاد مع التوكل على الله وطلب العون من الحق سبحانه وتعالى أمر ضروري وهام في الزواج وفي كل نواحي الحياة, قال تعالى " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " (سورة الملك: أية 15), وقال صلى الله عليه وسلم " ثلاثة حق على الله عونهم, وذكر منهم: والناكح الذي يريد العفاف "(رواه الترمذي وحسنه الألباني), لذا فعدم الأخذ بالأسباب والإتكالية معصية لأمر الله ولرسول الله ولا يرضى به الناس.
كما أن عدم الزواج مع الباءة والإستطاعة معصية لله ولرسوله, فالزواج سنة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: { ثلاث من سنن المرسلين النكاح والتعطر وحسن الخلق }, وقال صلى الله عليه وسلم: { النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني أي: ليس على طريقتي } .
حسن الإختيار هو الأساس
وبما أن الزواج يعتبر من أهم المحطات الرئيسية في حياة الإنسان وهذا القرار من القرارات البشرية الإستراتيجية الهامة, فحسن إختيار شريك الحياة على بينة ونور من البداية والتخطيط السليم قبل الإستعداد للزواج سواء من الرجل أو المرأة يكون كفيلا بإذن الله من تفادي أي مشكلة في المستقبل في عدم التوافق والإنسجام بين الزوجين والترابط الفكري وتجنب الخلافات الزوجية الهدامة.
إن الزواج الذي يبدأ بالإهمال في المعرفة أو يقوم على تصورات خاطئة مجانبة للحقيقة، أو الخداع أحياناً، هو زواج قلق متزلزل، ذلك أن الحياة الزوجية سرعان ما تكشف جميع الحقائق وتظهر جميع الخبايا. إذن فالحياة الزوجية يجب أن تقوم على الحقيقة والحق بعيداً عن الخدع والأباطيل.
فما كان أوله شرط أصبح أخره نور كما قيل في الأمثال قديما, وينبغي الأخذ بالأسباب المشروعة والتي هي من سنة الحق سبحانه وتعالى في كونه, فعلى طرفي الزواج أن يهتما بالبحث عن عيوب الشريك قبل الزواج وهذا يعني أهمية إستثمار فترة الخطوبة في عملية الإختبار لكلا الطرفين والإختيار الأنسب لشريك الحياة وليس الأمثل لأن المثالية ليست من صفات البشر والكمال لله والعصمة للأنبياء والمرسلين.
قال صلى الله عليه وسلم " إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" ( رواه الترمذي), وركز صلى الله عليه وسلم على الإهتمام بالجانب الديني والخلقي عند إختيار النسب الطيب والزوج الصالح لبناء مجتمع يسوده التدين والتخلق بالمباديء والأصول والقواعد الإسلامية.
وعَنِ أَبي هُريرة رضيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النبيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ "(مُتّفَقٌ عَلَيْهِ), إنه إختيار الزوجة، إنها رفيقة العمر وصاحبة الرحلة الطويلة مع زوجها في هذه الحياة والتي وجه النبي صلى الله عليه وسلم الشباب لحسن اختيارها حين قال: " فاظفر بذات الدين تربت يداك" أي إلتصقت بالتراب كناية عن الخير الوفير بإختيار الزوجة الصالحة.
إن أحسن الرجل هذا الإختيار فإنها التي تسره إذا نظر، وتحفظه في حضوره وغيبته وترعى ماله وتحسن تربية عياله، إنها حينئذ السكن والمودة والحب والحنان, فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل، خيراً له، من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله ". (رواه ابن ماجه ).
فمن أسس بنيانه في كل شئون حياته على حق وقواعد راسخة وأصول متينة كان في البناء خيرا له بفضل من الله ورضوانه وما أسس على باطل وأصول مائلة كان في البناء شرا وسقط على رأسة خسر الدنيا والأخرة بسخط من الله في عدم الإمتثال لأمر الله ومن سوء في الإختيار, قال تعالى " أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ", فالقوانين الربانية أنزلت رحمة للبشرية.
إدارة الحياة الزوجية
والحياة الزوجية هي شراكة بين زوجين قائمة على الرباط الوثيق بينهم يبدأ منذ عقد قرانهم وحتى ملاقاة ربهم وتخلد به ذكراهم بعد وفاتهم, وهذه الشركة تحتاج إلى إدارة رشيدة تقوم على أسس سليمة من تخطيط وتنظيم ورقابة وتوجية وتطبيق هذه الأسس بالطريقه الصحيحة والإستفادة منها.
وذلك لتجنب أي مشاكل وعواقب وخيمة تؤدي إلى إنهيار كيان الأسرة, فينبغي أن تكون الحياة الزوجية منظمة بالفعل مثلها كأي منظمة فعلية ناجحة, وذلك حتى تسير بهم سفينة الحياة إلى بر الأمان والنجاة في الدنيا والأخرة.
وتنظيم الحياة الزوجية ليس كما يظنه البعض بالورقة والقلم والمسطرة أو بالساعة, فالحياة الزوجية ليست بالبيروقراطية المعقدة ولا بالروتين الممل ولكنها الحياة البسيطة الطبيعية المرنة والتي على أساسها يتم تحديد المهام والأدوار لكل فرد في الأسرة لتسير عجلة الحياة بشكلها الطبيعي وعلى أتم وجه ويضمن سلامتها وبقائها.
وحتى تكون العلاقة الزوجية ناجحة ينبغي على كل من الزوجين تحديد أهدافهم بدقة وعناية في توحيد الإتجاة حتى لا يحدث تضارب في الأهداف وإختلاف في الأراء والسير في الإتجاه المعاكس, وأن تكون الصورة واضحة بحيث يكون كل من الطرفين كتاب مفتوح للأخر, كما أن الخلافات والمشاكل تحتاج إلى إدارة رشيدة وواعية حتى تعالج هذه المشاكل بفاعلية.
الشورى بين الزوجين
ومن مباديء التنظيم السليم في الإدارة مبدأ المشاركة في إتخاذ القرارات وهو المبدأ الخاص بالشورى في الحياة الزوجية والتشاور بين الزوجين, قال تعالى عن عباده المؤمنين: " وأمرهم شورى بينهم " وقال أيضا لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ", وكان صلى الله عليه وسلم يتشاور مع زوجاته, ولأهمية مبدأ الشورى في الإسلام أنزل الحق سبحانه وتعالى سورة سميت " الشورى ".
وهناك العديد من أنواع القرارات الهامة التي يجب المشاركة بين الزوجين فيها, منها ما يتعلق بمستقبل الأسرة كالعمل وخاصة عمل الزوجة وأيضا ما يخص الإنجاب, وما يخص السكن والإنتقال من مسكن لأخر, كل ذلك على حسب مقدرة الزوج وإمكانياته المادية وهذه القرارات يطلق عليها القرارات الإستراتيجية في الحياة الزوجية, وقبل الزواج عند الإستعداد إليه منذ الخطوبة يستحب المشورى وهي فترة للتقارب والإرتباط.
ويكون التشاور في القرارات الهامة بوضع الحلول البديلة وإختبارها وإختيار أنسبها وأفضلها وما يتوافق مع الإمكانيات الشخصية المتاحة المادية والمعنوية لكلا الطرفين.
وقد ثبت من هديه صلى الله عليه وسلّم أنّه استشار أم سلمة رضي الله تعالى عنها، وقد كانت راجحة العقل نافذة البصر ففي الجامع الصحيح للإمام البخاري برقم (1566) من حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه في قصة الحديبية وفيها: قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" قوموا فانحروا ثم احلقوا "، قال فو الله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات.
فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة رضي الله عنها فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك ؟ اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحَرَ بُدْنَك وتدعو حالِقَك فيحلِقَك، فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً" .
وقد أوضح الحسن البصري ما يؤخذ من هذه الواقعة، من شرعية استشارة النساء، فقال: إنْ كان رسول الله لفي غنى عن مشورة أم سلمة، ولكنه أحب أن يقتدي الناس في ذلك، وأن لا يشعر الرجل بأي معرّة في مشاورة النساء.
المشاكل والخلافات الزوجية
لا توجد حياة زوجية بدون مشاكل, والمشاكل الأسرية والخلافات الزوجية متعددة وهي لم تترك بيتا لم تدخله على حسب نوع وحجم المشكلة, فلم يخلو بيتا من المشاكل الزوجية حتى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من البشر وخيرهم وأكرمهم عند الله وهو معصوم من الخطأ, وأما زوجاته فلسن بملائكة ولا معصومات من الخطأ ولكنهم زوجات خير البرية.
ولولا ذلك ما أنزلت سورة الطلاق وذلك عندما طلق النبي صلى الله عليه وسلم السيدة حفصة إبنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب, وذلك حتى يتم تشريع أبغض الحلال عند الله الطلاق القانون السماوي رحمة من عند الله بالعلاقات الزوجية المستحيلة وبخلاف التشريعات الأخرى التي لم تقر الطلاق.
حدث خلاف بين النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها فقال لها: من ترضين بيني وبينك.. أترضين بعمر؟ قالت: لا أرضي عمر قط "عمر غليظ".
قال أترضين بأبيك بيني وبينك؟ قالت: نعم، فبعث رسول الله رسولاً إلى أبي بكر فلما جاء قال الرسول: تتكلمين أم أتكلم؟ قالت: تكلم ولا تقل إلا حقاً، فرفع أبو بكر يده فلطم أنفها، فولت عائشة هاربة منه واحتمت بظهر النبي، حتى قال له رسول الله: أقسمت عليك لما خرجت بأن لم ندعك لهذا. فلما خرج قامت عائشة فقال لها الرسول: ادني مني؛ فأبت؛ فتبسم وقال: لقد كنت من قبل شديدة اللزوق (اللصوق) بظهري – إيماءة إلى احتمائها بظهره خوفًا من ضرب أبيها لها، ولما عاد أبو بكر ووجدهما يضحكان قال: أشركاني في سلامكما، كما أشركتماني في دربكما".
ولم تسلم أيضا بيوت الصحابة رضوان الله عليهم وكذلك الخلفاء الراشدين والسلف الصالح والتابعين من المشاكل والخلافات الزوجية فهناك العديد من القصص والمواقف لصور من تلك المشاكل والخلافات كل منها بمثابة قاعدة وقانون للأسرة في كل زمان ومكان.
ومما ذكر في ذلك أنه جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشكو سوء خلق زوجته، فوقف على بابه ينتظر خروجه، فسمع الرجل امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه، وعمر ساكت لا يرد عليها، فانصرف الرجل راجعاً وقال: إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين، فكيف حالي؟!
وخرج عمر فرآه مولياً عن بابه، فناداه وقال: ما حاجتك أيها الرجل؟! فقال: يا أمير المؤمنين! جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي فسمعت زوجتك كذلك؛ فرجعت وقلت: إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي؟!
قال عمر: يا أخي إني أحتملها لحقوق لها علي، إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، وليس ذلك كله بواجب عليها، ويسكن قلبي بها عن الحرام؛ فأنا أحتملها لذلك. فقال الرجل: يا أمير المؤمنين! وكذلك زوجتي. (القصة ذكرها الذهبى فى كتاب الكبائر ص: 179)
وهذا معناه أنه ينبغي أن نتقبل الحياة الزوجية بحلوها ومرها ونرضى بما قسمه الله فلسنا أفضل من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام, وينبغي أن نعلم علم اليقين أنه مادامت هناك حياة فلابد من وجود المشاكل ومادامت هناك مشكلة فهناك العديد من الحلول البديلة المناسبة لهذه المشكلة بتوفيق من الله ومشيئته وذلك من باب "ما خلق الله سبحانه وتعالى داءا إلا وخلق له الدواء.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيراً؛ فهن خلقن من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً. (أخرجه البخاري ومسلم).
وقد وضع الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة النساء قانونا هاما في علاج المشاكل الزوجية وحل لقضايا الأسرة, فقال تعالى: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله فاللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبير(34) فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا (35)".
فأفادت الآية الكريمة أن القوامة للرجل في التحمل لمشاق وأعباء الحياة أي أن الرجل هو القائم على شئون هذه الأسرة، وأنه المسئول عن توفير احتياجات أسرته والسعي لطلب الرزق والإنفاق على الأسرة بما أفاض الله عليه من فضله فليس ذلك من إختصاصات المرأة ولكنه من مسئوليات الرجل.
ولا يلزم المرأة أن تعمل للأنفاق علي زوجها بحكم خلقتها وضعفها, ولكن عليها القيام بمهامها من خدمة الزوج ورعاية أبنائه وما أشبه ذلك, وهذا هو الوضع الطبيعي والمعيار الصحيح لاستقرار السعادة والخلل في ذلك يؤدي إلي فساد العلاقة الزوجية حتماً.
كما أن للزوج الحق في تأديب زوجته عند عصيانها أمره ونشوزها عليه تأديباً يراعى فيه التدرج الذي قد يصل في النهاية إلى الضرب بشروطه, قال القرطبي رحمه الله: " اعلم أن الله عز وجل لم يأمر في شيء من كتابه بالضرب صراحاً إلا هنا وفي الحدود العظام فساوى معصيتهن أزواجهن بمعصية الكبائر وولى الأزواج ذلك دون الأئمة وجعلَه لهم دون القضاة بغير شهود ولا بينات ائتماناً من الله تعالى للأزواج على النساء ", والنشوز في الآية بمعنى العصيان، أي: اللاتي تخافون عصيانهن وتعاليهن عما أوجب الله عليهن من طاعة الأزواج فجعل الله للتأديب مراتب:
المرتبة الأولى: الوعظ بلا هجر ولا ضرب فتذكر المرأة ما أوجب الله عليها من حسن الصحبة وجميل العشرة للزوج, فإن لم ينفع الوعظ والتذكير بالرفق واللين إنتقل إلى المرتبة الثانية: وهي الهجر في المضجع وذلك بأن يوليها ظهره في المضجع أو ينفرد عنها بالفراش لكن لا ينبغي له أن يبالغ في الهجر أكثر من أربعة أشهر وهي المدة التي ضرب الله أجلاً للمولي، كما ينبغي له أن يقصد من الهجر التأديب والاستصلاح لا التشفي والانتقام .
المرتبة الثالثة: وهي الضرب غير المبرح لقوله: (واضربوهن) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أهجرها في المضجع فإن أقبلَت وإلا فقد أذن الله لك أن تضربها ضرباً غير مبرح، وعلى الزوج أن يراعي أن المقصود من الضرب العلاج والتأديب والزجر لا غير فيراعي التخفيف فيه على أبلغ الوجوه, قال عطاء: قلت لابن عباس: ما الضرب غير المبرّح ؟ قال: السواك ونحوه (أي الضّرب بالسواك).
وفي حديث معاوية بن حيدة رضي الله عنه بيانا لبعض حقوق الزوجة على الزوج وأهمها حسن المعاملة, حيث قال: قلت: يارسول الله، ما حق زوجة أحدنا علينا ؟ قال: " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تقبح الوجه ولا تضرب ", أي: لا تضرب الوجه. (رواه أبوداود)
ومن بعض المشاكل في الحياة الزوجية
- سوء الإختيار, فمن أهم وأول المشاكل الزوجية ما يتعلق بعدم التخطيط والتسرع في الإختيار عند الإستعداد للزواج, قال صلى الله عليه وسلم: تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ", ومشكلة عدم توافر عنصر الإستطاعة والبائة وكذلك سوء التقدير والإختيار وعدم التكافوء والتوافق الفكري والإلتزام الديني وكذلك الفروق التعليمية والعلمية بين الزوجين.
- سنة أولى زواج, فمعظم الخلافات تكون في بداية الحياة الزوجية, والمرتبطة ببداية حياة الشاب العملية وكذلك الزواج في السن المبكر وعدم فهم الطرف الأخر ولسلوكياته وشخصيته وصعوبة تكيف كل طرف مع الآخر, وعدم وضوح دور الرجل والمرأة وواجباتهما في العلاقة الزوجية.
وعدم الخبرة الكافية في حل المشكلات وإتخاذ القرارات بعقلانية وحكمة ومقاومة أعباء الحياة وكثرة المسؤوليات الجديدة بعد انتقالهم من مرحلة العزوبية إلى مرحلة الزواج، وعدم معرفتهم بالتعامل مع هذه المسؤوليات, وخاصة إن إرتبط ذلك بعدم وجود ولي الأمر الموجه والمرشد للزوجين والذي يمكن أن يعتمد عليه ويستعان به في وقت الشدة.
- ومن أسباب المشاكل العائلية سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر فقد يكون الزوج حاد المزاح، شديد الإحساس يتأثر لأقل الأشياء التي يراها مخالفة لذوقه، فلا تراعي زوجه فيه هذا.. فتضحك وهو غضبان، وتعرض عنه وهو يوجه إليها الخطاب، ويتكلم الكلمة فتجيبه عليها بعشر كلمات, فما هي إلا العاصفة وينفجر البركان.
- مشكلة فارس الأحلام, والقصور في فهم النفس البشرية بما تحتويه من جوانب مختلفة إيجابية وسلبية فهناك من لديهم بعض التصورات الخيالية المسبقة وغير الواقعية لشريك الحياة, وعندما لا يحقق الشريك هذه التوقعات نجدهم فى حالة سخط وتبرم, فهم لا يستطيعون قبول الشريك كما هو ويحبونه كما هو, وإنما يريدونه وفقا لمواصفات وضعوها له, فإن لم يحققها سخطوا عليه وعلى الحياه, وهؤلاء يفشلون فى رؤية إيجابيات الشريك لأنهم مشغولون بسلبياته ونقائصه.
إذ ان البعض يعيش في عالم من الأحلام الوردية ويتصور بأن المستقبل سيكون جنّة وارفة الظلال، ولكن، وبعد أن يلج دنياه الجديدة إذا به يبحث عن تلك الجنة الموعودة فلا يعثر عليها، فيلقي باللوم على زوجه محمّلاً إياه مسؤولية ذلك، ويبدأ بذلك فصل النزاع المرير يفقد الحياة طعمها ومعناها، في حين أن بعض الأماني والآمال تبلغ من الخيال بحيث لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع, إن المرأة والرجل في واقع الأمر ليسا بملكين وانما يعيش في أرض الواقع بعيدين عن الجنة الموعودة وعوالم الخيال.
وما أكثر أولئك الذين يبنون لأزواجهم، على أساس من الأحلام والآمال العريضة، قصوراً كبيرة من الخيال، وإذا بهم يجدونها مجرد أنقاض وخرائب، فيشعرون بالحرمان بعد أن عاشوا ـ كما صورت لهم تلك الأحلام ـ في قصور فخمة وحياة مرفهة. وعندما يصطدمون بالواقع المرير يخفون مشاعرهم وراء الستائر مدة ما، ولكنها سرعان ما تسقط وتظهر جميع الحقائق ويبدأ النزاع.
- المشاكل المادية والمالية لدى الزوج وأثرها على سوء الأحوال الإقتصادية للأسرة وضيق العيش, وخصوصا في بداية الحياة الزوجية وأول طريق الكفاح يظهر في هذا المرحلة كثرة الديون، بسبب الالتزامات الزوجية الجديدة على كاهل الزوج، مما يؤدي إلى وجود مشاكل مالية بين الطرفين, وخاصة إذا تسبب هذا الوضع في ضجر الزوجة ونفورها وعدم تحملها لهذا العبء والصبر عليه, فقد يكون هذا المستوى المادي أدنى مما تربت عليه وتفاجىء أنه غير الذي كانت تطمح به وتتطلع إليه.
- المسكن الزوجي, عدم توفر مسكن مناسب للزوجين ويكثر التنقل بين الشقق والمساكن في بداية الزواج, أو السكن في منزل العائلة وما يترتب عليه من مشاكل عائلية وشيوع مبدأ الخدمة مقابل السكن, وهو ما يؤدي إلى نفور الزوجة وعدم تحملها لهذا الوضع وطلبها المستمر للإنفصال عن العائلة لتحقيق الإستقرار النفسي, ويصبح الزوج في حيرة من أمرة مابين إرضاء الزوجة وبين إرضاء الوالدين.
- عدم تحمل المسؤولية سواء من الزوجة المتربية على العز والدلال، أو من الزوج المتربي في أحضان من يخدمه ويسهر على راحته.
- صراع الأقوى, وجود صراع بين الزوجين في المرحلة الأولى من الزواج، وكل واحد منهما يريد أن يرسم نفسه ويثبت شخصيته على حساب الآخر وأنه الشخص المثالى والأخر يحتاج إلى تغيير, فالزوجة تسير على نهج: أذبحي له القطة, والزوج يريد أن يكون: سي السيد ", فكل منهم يتصيد الأخطاء للطرف الأخر, ويركز على عيوبه ويهمل مميزاته ولا يعترف بها, برغم وجود الحب ولكن متخفيا.
- استخدام الأبناء كأدوات في الصراع للى الذراع أو الضغط على الطرف الآخر والزجّ بهم في الخلافات الزوجية، ومحاولة كل من الطرفين استقطابهم في مواجهة الطرف الآخر، سواء كان الزوجان منفصلين أو يعيشان معاً وغير منفصلين.
- سوء استغلال مفهوم القوامة فبعض الرجال يراها تحكما واستعبادا وانتقاصا من حرية المرأة وانتهاكا لكرامتها فيتعسف في استخدامها وكأنها سيف مسلط على رقبة المرأة، يعوقها عن الحركة، ويدميها إذا فعلت، وكأنه فهم أن القوامة إلغاء لشخصية المرأة وكيانها وعقلها ورأيها، فلا يبقى منها سوى القيام بخدمته ومتعته وإنجاب الأطفال, فى حين أن القوامة فى مفهومها الصحيح هى قيادة حكيمة ورعاية مسئولة, قال صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن، وكسوتهن بالمعروف ". (رواه مسلم).
- المشاكل النفسية وإضطرابات الشخصية بأنواعها المختلفة وتوفر أحدها لدى أحد الزوجين, فقد يفاجيء الطرف الأخر تلك المشكلة بعد الزواج, وتزداد المشكلة بعدم المصارحة بهذه المشكلة من الطرف المصاب أو أقاربه.وهذه السمات والأنماط الشخصية الغير متزنة قد توجد فى الزوج أو الزوجة على حد سواء وأهمها الشخصية البارانوية والإنفصام في الشخصية والشخصية النرجسية والشخصية السيكوباتية والشخصية الهستيرية والشخصية الحدية والشخصية الاعتمادية السلبية والشخصية الاكتئابية.
- وأسوء المشاكل الهادمة لكيان وبنيان الأسرة وتطيح بالحياة الزوجية إلى الهاوية ما يتعلق بالخيانة الزوجية من الزوج أو الزوجة فهي خيانه ومعصية لله سبحانه وتعالى قبل خيانة الطرف الأخر, وهو ثبوت الوقوع في علاقة غير مشروعة ومحرمة, ومجرد الشك فقط ينساب على الأسرة نوعا من القلق والتوتر, وإذا حدث التقين من أمر الخيانة إستحالت الحياة وانتهت بالطلاق المؤسف بسبب نزوة شيطانية قذرة.
- ومن المشاكل أيضا ما يتعلق بالمشاكل العاطفية في الحياة الزوجية من الغيرة الزائدة عن الحد بطريقة مرضية من أحد الزوجين والشك المستمر, وكذلك الحب من طرف واحد سواء من الزوج أو من الزوجة وإهمال الطرف الأخر وعدم إحترام مشاعر وأحاسيس الأخر ولا يشاركه همومه وإهتماماته والفتور العاطفى, والرغبة في التملك وهى تدفع الطرف المتملك إلى خنق الطرف الآخر حيث يحوطه من كل جانب ويشل حركته, ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الأسباب.
وبالنسبة لموضوع الغيرة فمنها المحمود ومنها المذموم, وهي من علامات الحب, فعن عروة أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال: ما لك يا عائشة أغرت فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أقد جاءك شيطانك قالت يا رسول الله أو معي شيطان قال نعم قلت ومع كل إنسان قال نعم قلت ومعك يا رسول الله قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم. (صحيح مسلم بشرح النووي)
- ومن أخطر المشاكل نشوز المرأة وخروجها عن طاعة الزوج بدون سبب ولا عذر شرعي وكفرانها العشير, وإعلانها العصيان والتمرد على الزوج ولا تعلم أن طاعة الزوج من طاعة الله, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لو كنت امراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها".(رواه الترمذي)
وعن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال: يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها " (رواه البخاري).
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى تؤدي حق زوجها حتى لو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها.(رواه الطبراني في الكبير)
عن أَبي هُرَيْرَةَ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا دَعَا الرّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلاَئِكَةُ حَتّى تُصْبِحَ".(سنن أبى داود كتاب النكاح)
- ومن الخلافات الزوجية ما تبدأ بمشكلة صغيرة ولسوء الأدب في الحوار وخاصة من جانب الزوجة, والإنفعال الزائد عن الحد من الزوج تكبر المشكلة وتتعقد وخصوصا إن صاحب ذلك الخلاف إستخدام العنف والضرب.
وبعدها تصبح المشكلة الأساسية هي مشكلة الضرب ويتم نسيان الدافع, ويضيع الزوج حقه إن كان عنده حق بإستخدامه أسلوب الضرب وخاصة إن كان ضربا مبرحا.
أشارت الدراسات إلى أن 20 إلى 60 % من النساء في الدول النامية تعرضن للضرب داخل الأسرة، وأن 35 % من المصريات المتزوجات تَعَرَّضْنَ للضرب من قبل أزواجهن، و69% من الزوجات يتعرضن للضرب في حالة عدم الاستجابة لطلبات الزوج، أو الرد عليه بلهجةٍ لا تعجبه، أو تدخل الزوجة برأيها في شئونه أو شئون المنزل.
و40 % من حالات الطلاق وقعت نتيجة ضرب الزوج لزوجته، وتشير الدراسات الاجتماعية في مصر إلى أن معظم أسباب ضرب الزوجات اقتصادية، وتتعلق بالضغط النفسي الناتج عن صعوبة المعيشة، أما في الدول العربية الأفضل حالا فتعود أسباب الضرب إلى اعتقاد راسخ لدى الأزواج بضرورة التأديب المستمر للمرأة، والسيطرة عليها؛ لأنه هو الرجل والقوام عليها!
وفي مقابل ذلك، ومع استمرار عنف الأزواج وإساءة استعمالهم القوامة، ظهر رد الفعل العنيف من الزوجات، فقد أكدت دراسة حديثة أعدها المركز القومي للبحوث في مصر أن 20 % من الزوجات يَضْرِبْنَ أزواجهن لأسباب تعود إما لضعف الزوج أو لتهوره وعصبيته، ومقابلة الضرب بالضرب، وأن 45 % من إرتكاب الجرائم ضد الأزواج يرجع إلى تسلط الزوج وتحكمه، والضرب المستمر للزوجة، ومحاولته الضغط عليها، وتهميش دورها، وعدم احترامها، وقد قرأنا عن العديد من الجرائم البشعة التي إرتكبتها زوجات للتخلص من أزواجهن؛ لإيذائهم المستمر لهن.
فكما قال العقلاء: علو صوتك وسوطك دليل على ضعف موقفك ", وينبغي على الزوج إستخدام العقل والحكمة واللين والرحمة في معالجة المشاكل والخلافات, قال تعالى: " فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ", إن الاعتماد الأساسي على حل الخلافات الزوجية هو لغة الحوار لكي يكون الإنطلاق نحو حل الخلافات على أسس سليمة.
- ومنها المشاكل الخاصة بتدخل الأهل في حياة الزوجين وشئون معيشتهم وقراراتهم الخاصة وإنقياد أحد الزوجين لهذا التدخل والذي غالبا ما يكون من أحد أقاربه أو أصدقائه مع ضجر وصخب الطرف الأخر, وكما قيل في الأمثال الشعبية: الحما عمى ولو كانت
نجمة من السما ", وهي مشكلة أم الزوج وأم الزوجة التي لا تنتهي ولأهمية هذه القضية أخذت حيزا وإهتماما ملحوظا لدى صناع السينما والدراما, لذا ينبغي عدم تدخل الأهل والأقارب في أي مشكلة تحدث بين الزوجين إلاّ إذا اقتضت الضرورة ذلك يجب أن يدرك الزوجان أنه لا يوجد هناك من يحل لهما خلافاتهما غيرهما.
- خروج أسرار المنزل الخاصة للأقارب وللأصدقاء, وكما قيل في الأمثال الشعبية: " الراجل وزوجته مثل القبر وصاحبه " كناية عن السرية التامة, وأنه لا يوجد أحد منا يعلم ما يحدث لسكان القبور حتى أقرب الأقربين, ولا يعلم حالهم إلا الله وكذلك ينبغي أن يكون الحال بالنسبة للحياة الزوجية فالبيوت أسرار, والمصطفى صلى الله عليه وسلم قال: " إستعينوا على قضاء حوائجكم في السر والكتمان ".
فعندما زار إبراهيم بيت ابنه إسماعيل عليهما السلام لم يجده، ووجد امرأته، فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا أو يصيد لنا، ثم سألها عن عيشهم فقالت: نحن في ضيق وشدة، وشكت إليه... وهكذا أساءت لنفسها قبل أن تسيء لزوجها، فقد كشفت سر بيته، ولم تحفظه في غيبته، ثم إنها لم ترض بقدر الله -عز وجل- لها فالمشتكي معترضٌ على قدر الله... فما كان من إبراهيم عليه السلام إلاّ أن قال لها: أقرئي زوجك السلام وأبلغيه أن يغير عتبة داره.
وفعلاً عندما عاد إسماعيل عليه السلام روت له ما جرى، فأدرك أن هذا الشيخ الزائر هو أبوه، وقد رأى أن يفارق زوجته، فقال لها: الحقي بأهلك.
وما لبث إبراهيم عليه السلام، وعاد لزيارة بيت ابنه مرة ثانية حيث وجد امرأة غير الأولى، فسألها عن زوجها فقالت: خرج يبتغي لنا، فقال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم فقالت: نحن بخير وسعة، وأثنت على الله تعالى، فدعا لهما، وقال لها: أقرئي زوجك السلام، وأبلغيه أن يثبت عتبة داره, وفعلاً عندما عاد إسماعيل عليه السلام روت له ما كان من هذا الشيخ فقال لها: هذا أبي أمرني أن أمسكك.
الأسرار الخاصة والمشاكل الزوجية لابد أن تكون بين الزوجين في طي الكتمان، وإذا أشيعت فاللوم لا يقع إلا على الزوجين، وإن كان ولابد من طرف ثالث ليحتوي المشكلة بين الزوجين ويحلها، فلابد أن يكون شخصا كتوما، مشهودا له بالتقوى والصلاح، حتى لا تتعقد الأمور وتتطور المشكلة.
- مشكلة زواج الأقارب وإن كان في الأصل توطيدا للعلاقات الأسرية وصلة الأرحام, وزواج الأقارب أمر إيجابي لأنه نوع من أنواع الارتباط العائلي, لكن أصبح هذا الزواج بمثابة مشكلة كبيرة يخاف الكثير من الأهالي الإقبال عليها لكثرة المشاكل والخلافات العائلية القائمة كنماذج سلبية أدت إلى الفرقة وقطع الرحم, وكما قيل في الأمثال الشعبية: زواج الأقارب جلاب للمصايب , والأقارب عقارب ".
والبعض يخاف من تزويج الأقارب خشية من ظهور الأمراض والعيوب الوراثية وهي من المعتقدات القديمة الخاطئة والمتوارثة عبر الأجيال والتي أثبت العلم عدم صحتها, فهناك العديد من حالات زواج الأقارب طبيعية ولو ظهرت حالة فلا ينبغي التعميم.
- عمل الزوجة, ومن الخلافات الزوجية ما يتعلق بخروج الزوجه من منزلها للعمل, وأثره السلبي على حياتها الشخصية وخصوصا إن صاحب ذلك إهمالها وتقصيرها في حق زوجها وأبنائها ونفسها وبيتها, لذا ينبغي على المرأة العاملة عمل موازنة بين حياتها العلمية والعملية وحياتها الشخصية والأسرية, وينبغي على الزوج أن يكون متفهما لهذا الموقف.
- مرتب الزوجة ومالها الخاص والناتج عن خروجها للعمل على حساب أسرتها, والمشكله والخلاف تكون بأخذ الزوج للراتب أو جزء منه للمساعدة في النفقات المعيشية, وهذا الأمر فيه خلاف شرعي بين الفقاء في قضية مرتب الزوجة فمنهم من يرى وجوب مشاركتها في أعباء الحياة نظير خروجها من المنزل والذي يترتب عليه من تقصير في واجباتها تجاه الزوج وأسرتها, وأن خروجها للعمل مستجد بعد الزواج.
والرأي الأخر الذي لا يلزمها ذلك واعتبر راتبها من حقها وأي تفضل منها يكون تحت إرادتها وطيب نفسها فلا يجوز إرغامها وإجبارها على أخذ راتبها أو إلزمها بمصاريف ونفقة الأبناء وخاصة إذا كانت قد تزوجت وهي مرتبطة بالعمل, بخلاف مالها الواصل إليها عن طريق الإرث أو المنح والعطية من أحد الوالدين فهو من حقها فقط ولا دخل للزوج فيه.
- وأيضا من المشاكل النظر لما في يد الغير وعدم الرضا بالنصيب وإقامة المقارنات مع الجيران والأقارب والأصدقاء والتي من شئنها الهدم وليس الإصلاح وتحميل الزوج فوق طاقته وإمكانياته المادية التي رزقه الله إياها, والنبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى أن ننظر إلى من هو أفضل منا في العلم والدين والخلق ولا ننظر إلى من هو أعلى منا في الرزق والدنيا, قال تعالى: " والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء ".
- الخرس الزوجي, حيث تعاني الكثير من الزوجات من صمت أزواجهن داخل المنزل، حيث تتعطل لغة الكلام بينهما، وتتصحر الألسن من الكلمات، بينما يتسم الزوج أو الزوجة خارج المنزل ومع الأصدقاء بالحديث المتدفق والكلمات الجذابة.. وبعض الأزواج يلقي بمسؤولية غياب الحوار والتواصل داخل المنزل على الزوجة, فلماذا يلوذ بعض الأزواج والزوجات بالصمت داخل جدران المنزل، بينما يُفترض أن يكون حديقة مليئة بالأصوات الجذابة، وليس صحراء تلفها رياح الصمت؟!
أن المشاحنات الدائمة، خاصة إذا كانت الزوجة سليطة اللسان تؤدي بالزوج الذي يريد المحافظة على أسرته من التشتت إلى تجنب الاحتكاك بالزوجة وتجاهلها ليريح ويستريح. إضافة إلى أن هناك أزواجاً لا يوجد بينهما اهتمامات مشتركة، بل ربما يوجد هوة ثقافية كبيرة بينهما، مما يؤدي إلى تقطع التواصل إلاّ في حدود ضيقة جداً".
أن الصمت لا يعني أن الزوجين لا يحبان بعضهما، ولكنهما لم يستطيعا التفاهم بشكل جيد، مما يجعل الحياة مملة، وربما يتكيفان مع الصمت، وتستمر الحياة بينهما هكذا، لافتاً إلى أن هذا الصمت يؤثر على الأطفال سلبياً؛ لأن اللغة وانتقال القيم والتنشئة الاجتماعية والتعليم تُكتسب من خلال الحديث.
- زواج الرجل بأخري, فمشكلة التعدد من المشاكل العصرية والتي لها الأثر السلبي على الزوجه وبالأخص عندما لا يوجد أي عذر شرعي قهري ولا مبرر ولا تقصير من الزوجة وعدم مراعاة الجوانب الإنسانية وتناسي الحب وروح المودة والعشرة وهذا من وجه نظر الزوجة, ولا يرضى بهذا الوضع إلا القلائل من النساء.
وتزداد حدة المشكلة بعدم الإلمام بفقه التعدد من جهة الزوج, وإن كان ذلك من حق الزوج شرعيا ولن يستطيع أحد لومة مادام يستطيع الباءة ولديه مقدرة على التعدد إستنادا بقول المولى عز وجل: " فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تحولوا " (سورة النساء: أية 3).
وما يتبع التعدد من إهمال الزوج حقوق الزوجة الأولى الشرعية, ثم مشكلة عدم العدل بين الزوجات والتي أشار إليها الحق سبحانه وتعالى بقولة: " ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ", فالتعدد يحتاج إلى شخص محترف ومسايس صاحب إمكانيات مادية تغطي حدة المنافسة بين الزوجات ومتطلباتهم الخاصة, ويتحلى بالصبر والنفس الطويل.
- سفر الزوج وإهمالة لمسؤليات الأسرة ومتابعة الأبناء وإلقاء العبء كليا على الزوجة في رعاية وتربية الأبناء, وأيضا سفر الزوجة وإهمال أسرتها فالمسؤلية في الحياة الزوجية مسؤلية مشتركة بين الزوج والزوجة على كل منهم واجبات تجاه بناء كيان الأسرة.
- إنشغال الزوج أو الزوجة بهوايات تكميلية وأنشطة ترفيهية على حساب الإحتياجات الأساسية وإقامة الواجبات الشرعية في الحياة الزوجية وبناء الأسرة, كمن يدمن الجلوس أمام الإنترنت وعلى المقاهي ويأخذ ذلك غالبية وقته وإهتمامه على حساب عمله وسعيه لطلب الرزق وإهمالة لأبنائه ورعايتهم تعليميا وتأديبيا, وتقصيرة في حقوق الزوجة الشرعية.
- الزواج أثناء الدراسة, وما يترتب عليه من إنشغال الزوجة بالتعليم, وكذلك الحال عندما تريد إستكمال الدراسات العليا التكميلية على حساب الأسرة وإمكانياتها المادية المتاحة وتقصيرها في واجباتها الشرعية الزوجية, وما دام أن الزوج كان على معرفة وبينه بهذا الأمر قبل الزواج ووافق على الزواج بهذا الشرط, فعليه أن يتحمل أعباء هذا الأمر وتأثيره على حياته والتنازل عن بعض حقوقة حتى إنتهاء الزوجة من إتمام الدراسة, وتوفير بيئة صحيه ومساعدة الزوجة على تخطي هذه المرحلة.
فليس من الخطأ الزواج أثناء فترة الدراسة بل ينبغي تشجيع الشباب على سرعة تزويج الشباب والفتيات لتحصينهم من الوقوع في المحرمات وإبداء النصح لهم دائما وإرشادهم وتوجيههم إلى الصواب بما يساعد على نجاحهم في حياتهم الزوجية, قال صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة حق على الله عونهم, وذكر منهم: والناكح الذي يريد العفاف "(رواه الترمذي وحسنه الألباني).
- سلوكيات البخل والطمع والأنانية المفرطة والواضحة سواء من جانب الزوج أو الزوجة وغيرها من صفات حب الذات المرضي النرجسي, وإهمال الطرف الأخر والبحث عن الحقوق فقط والتمسك بها والتقصير في الواجبات.
فعن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ هِنْدَ أُمَّ مُعَاوِيَةَ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَإِنَّهُ لا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ سِرًّا وَهُوَ لا يَعْلَمُ فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ " .
- مشكلة الكذب بين الزوجين وأضرارها الوخيمة على الحياة الزوجية وإفساد صفوها, وخاصة عند إكتشاف أحد الزوجين بكذب الطرف الأخر, مما يؤدي إلى إنتزاع عنصر الثقة بين الزوجين وفقدان الأمان في الحياة الزوجية, وإن كان إستخدام الكذب مستحب في بعض الأمور أثناء الحياة الزوجية حتى لا تتوقف عجلة الحياة وتخطي الأزمة.
فقد أجيز الكذب في الإصلاح بين الزوجين خاصة وبين المتخاصمين على وجه العموم, الأمر الذي يحتاج إلى مهارة في إستخدام هذه الوسيلة وعدم الإعتماد على ذلك في حل المشاكل في كل مرة, وينبغي شيوع المصداقية والشفافية في الحياة الزوجية الناجحة وتربية الأبناء على سلوك الصدق والتخلق به كخلق إسلامي قويم تقوم عليه المباديء والتشريعات الإسلامية, وهو خلق عظيم يهدي إلى البر والبر هو كافة أوجه الخير للهداية إلى طريق الجنة.
- غياب الإحترام والتقدير بين الزوجين, من المشاكل الهامة والتي يكون لها الأثر السلبي على تربية الأبناء وثقتهم بأنفسهم ونظرة المجتمع لهم, وعدم إحترام شريك الحياة أمام الغير مشكلة لا تنسى ولا تغتفر, وكما قيل في الأمثال الشعبية: من قال لزوجته يا عورة لعبت بها الناس الكرة, ومن قال لها يا هانم الكل رقص لها على السلالم ".
لذا يلزم أن تسود الحياة الزوجية روح المودة والإحترام والتقدير وبالأخص أمام الغير, وأن تحل المشاكل بعيدا عن الأبناء وخلف الأبواب المغلقة دون لفت نظر أي أحد مهما كان.
- مشكلة عدم الإنجاب من الأمور المقدرة لدى بعد الأزواج وقد تكون هي العقبة الوحيدة في حياتهم الزوجية التي يملؤها الود والحب وهو إبتلاء من الله سبحانه وتعالى وإختبار صعب, فمسألة الانجاب قضية حيوية في المجتمع وهو أحد دواعي الزواج, كما قال صلى الله عليه وسلم بهم: { تناكحوا تناسلوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة }.
فلا يقنط من أبتلي بمثل هذه المشكلة من رحمة الله, فهناك العديد من الحالات نجحت مع العلاج والصبر والأخذ بالأسباب.
- المشاكل الجنسية المختلفة وتأثيرها على الحياة الزوجية من البرود الجنسي لدى أحد الزوجين وكذلك الشذوذ الجنسي, وعدم معرفة الزوجة كيفية التعامل مع زوجها في شؤون العلاقات والمهارات الجنسية, فالعلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته من أعمق العلاقات الإنسانية، ونجاحها من أهم عوامل نجاح الزواج واستمرار حياة زوجية سعيدة بينما وجود أي خلل بها سواء من الرجل أو المرأة أو كليهما معاً يدفع بالزوجين إلى الشعور بالإحباط الذي ينعكس على أوجه حياتية أخرى مما يؤدي إلى حدوث مشاكل اجتماعية وقد وجدت بعض الدراسات أن هذا السبب يكمن وراء 70-90% من حالات الطلاق, ومع هذا فهو سبب صامت لايبوح به الكثيرون.
إن الحالة النفسية لها تأثير مهم جداً على العملية الجنسية لدى المرأة حتى في عدم وجود أمراض عضوية، فحالة المرأة النفسية قد تكون هي السبب الوحيد لظهور أي نوع من أنواع المشاكل الجنسية، فمثلاً أي خلل في علاقتها بزوجها وحدوث مشاحنات بينهما يؤدي إلى قلة الرغبة لديها، وكذلك تصور المرأة لجسمها وعدم تقبلها لعيوبه يؤثر تأثيراً سلبياً على صحتها الجنسية، ومن الأسباب النفسية المهمة جداً التي تواجه المرأة الشرقية عدم التواصل والمصارحة بينها وبين زوجها في ما يخص علاقتهما الجنسية.
وكذلك فإن الأمراض النفسية جميعها، مثل: الاكتئاب أو حالات الذعر أو الوسواس القهري... الخ، تؤثر تأثيراً سلبياً على صحة المرأة الجنسية، كما أن مضادات الاكتئاب وعقاقير علاج الأمراض النفسية المختلفة لها تأثيرها السلبي على صحة المرأة الجنسية.
وحتى تستمر العلاقة الزوجية يجب البحث عن علاج المشكلة فليس من العيب استشارة أطباء متختصصين, كما يجب الإهتمام بالنظافة الشخصية والإبتعاد عن كل ما من شأنه أن يتسبب في إنبعاث الروائح غير المستحبّة ونفور الطرف الأخر والذي له التأثير السلبي على العلاقة.
ومن أحد أسرار العلاقة الحميمة بين